الموسوعة الجنائية 1/5 لجندي عبد الملك

في عام 1926 وضعت كتابي ” مجموعة مبادئ الجنائية ” وقد جمعت فيه ما إستطعت جمعه حينئذ من المبادئ القانونية المقررة في المواد الجنائية متبعاً في تبويبها الأحرف الهجائية، وكان الغرض من ذلك أن يحل لدى زملائي أعضاء النيابة العمومية محل الباب الذي كان في الطبعة الأولى من التعليمات الخاصة بهم مشتملاً على إيضاح بعض نقط قانونية. وما كنت أتوقع حين وضعه أن يتعدى نفعه إلى غير أولئك الزملاء، ولكن راقني ما وجدته من إقبال رجال القانون عموماً من قضاة ومحامين وأعضاء نيابة وطلبة على إقتنائه. غير أن تلك المجموعة المختصرة لم تكن لتفي بحاجة الباحث المدقق الذي يريد التعمق في الدرس والإستزادة من البيان والشرح، والواقع أن كل ما كان لها من ميزة هو سهولة العثور فيها عن حل للمسئلة المراد الوقوف على حلها، وكان على طالب الزيادة أن يرجع إلى كتب الفقه ومجاميع الأحكام وغيرها من المطولات ليجد فيها ما يبغي من شرح وبيان. وقد كاشفني الكثيرون من رجال القانون بأمر هذا النقص وودوا لو وضعت لهم كتاباً على نمط الكتاب السابق مع إفاضة في الشرح وزيادة في البيان. ففكرت إرضاء لرغبتهم في وضع كتاب في القانون الجنائي على شكل موسوعة هجائية يشتمل على شرح علمي وعملي لجميع المواد الجنائية أي لقانون العقوبات بقسميه العام والخاص وقانون تحقيق الجنايات والقوانين واللوائح الخصوصية الملحقة أو المتعلقة بهما، وشرعت فعلاً في تنفيذ هذه الفكرة مستشعراً بما يقتضيه تنفيذها من عناء ومسئولية، وإستعنت في هذا الشرح بما وضعه الفقهاء المصريون والأجانب من مؤلفات وما أصدرته المحاكم وعلى الأخص المصرية منها من أحكام. وقد وجهت عنايتي إلى إستنباط المبادئ والآراء التي إستقر عليها القضاة من مختلف تلك الأحكام، وحرصت على إثبات الهام منها بنصه، كما إستأنست في هذا الشرح بتعليقات وزارة الحقانية على قانوني العقوبات وتحقيق الجنايات ومذكراتها الإيضاحية لبعض القوانين التالية لهما وتقارير المستشار القضائي ومنشورات لجنة المراقبة الفضائية وتعليمات النائب العمومي. ورغبة في مساعدة الباحث على الرجوع إلى كتب الفقه والشرح الأخرى من أجنبية ومصرية قد ذكرت أولاً إلى جانب عنوان كل موضوع من مواضيع الكتاب إسمه المصطلح عليه باللغة الفرنسية، وتحت العنوان مواد القانون المصري وما يقابلها في القانون الفرنسي إذا كان لها مقابل في هذا القانون، ثم أشرت على رأس كل موضوع إلى المراجع التي يرجع إليها في درس هذا الموضوع.